من يرفض المسيح كمخلّص؟
من يرفض المسيح كمخلّص؟مِن ماذا يجب أن نَخلُص
قبل التكلم عن المسيح المخلّص يجب ان نعرف مِن ماذا يجب أن نَخلُص وأهميّة هذا الخلاص. إن الخطيّة دخلت على البشرية بسبب عصياننا وصايا الله و تمرّدنا المباشر عليه. فدخل الموت من باب الخطيّة الواسع كعقاب عادل من الله. ولأنه لا يمكن للخطيّة أن تتواجد مع الله القدوس في ذات المكان، و لأنه يجب أن يطبّق عدل الله عليها وعلى مقترفها, كان عقابها الموت والبعد الأبدي عنه.
لأن أجرة الخطيّة هي موت...
رومية 6: 23
ولكن محبة الله أَوجدت حلّاً جذرياً لهذه المعضلة. فتجسّدت كلمة الله "يسوع المسيح" (الله الأبن) وعاش بيننا
مجرّب من كل شيء ما عدا الخطيّة، ومات حاملا عنّا عقاب الموت الأبدي الرهيب لتتم المغفرة بسفك الدم.
وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة.
عبرانيين 9: 22
مع أن الكثير من الأشخاص يعلمون أقلّه جزء من حقيقة المسيح إن لم أقل كلّها، ما زالوا يرفضون المسيح كمخلّص،
و أنّ عمله الكفاري على الصليب هو هبة "مجّانية" لكل إنسان يقبل هذا العمل. لأن أجرة الخطيّة هي موت،
و أما هبة الله فهي حياة أبديّة بالمسيح يسوع ربّنا.
رومية 6: 23
من يرفض المسيح كمخلّص؟
لن أتكلم عن أشخاص أشرار يتبعون الشيطان و اعماله الشريرة أو سفاحين يضطهدون و يقتلون مَن يخالفهم الرأي. هذا السؤال عن أشخاص صالحين (أوادم) في المجتمع يعملون الأعمال الصالحة، و مع ذلك يرفضون المسيح كذبيحة خلاص شخصية (فردية) لهم، مقتنعين أن أعمالهم الصالحة كافية أو ممكن أن تخلّصهم.
أشخاص صالحين (أوادم) في المجتمع يعملون الأعمال الصالحة، و مع ذلك يرفضون المسيح
الملحدون:
وهي آفة تتكاثر بشكل كبير عالميّا. هم أناس تخلّوا عن فكرة وجود الخالق. و يعود تزايدها لعدّة أسباب نذكر منها سببين: الأوّل هو إيمانهم بالنظريات العلمية مثل التطور والإنفجار الكوني الكبير وغيرها من النظريات التي نُسبت إلى العلم مع أنّها مجرّد نظريات كما قلنا و لا تمت بالعلم الحقيقي الحسابي بصلة. فكفّوا عن إشغال تفكيرهم بوجود خالق و واضع القوانين والأنظمة و محافظ عليها، مقتنعين أن الكون صدفة أَوجد نفسَه بنفسِه. السبب الثاني، منهم من مرّ بظروف قاسية مثل حادث ما أو مرض أو فقدان عزيز فتمرّدوا على الله متهمين إياه بأنه هو السبب، فأقنعوا أنفسهم بعدم وجوده و إلا لما حصل لهم هذا المكروه. غير عالمين بأن المصائب والآفات والموت هي بسببنا نحن وبسبب خطيّتنا وعدم طاعتِنا لوصايا الله.
المستنيرون:
هم أشخاص يعرفون الحق ويفرحون به، حتى منهم من يشترك مع الذين يؤمنون، ويشاركون فرحهم مع غير المؤمنين. هؤلاء شبههم المسيح بالحنطة المرميّة من الزارع التي وقعت بين الشوك، عندما نمت هموم الحياة و مغرياتها خنقت فرحهم و قتلت إيمانهم. أو التي وقعت على الصخر ولأن ليس لها أصل ذبلت و ماتت، فذابوا مثل الملح في كوب ماء. فهم عرفوا الحق وفهموه وعاشوه ولكنهم بعد حينٍ من الزمن تخلّوا عنه لسبب ما.
المتديّنون:
و ما أكثرهم، وهي في نظري أخطر الحالات رفضاً. لأنهم يؤمنون بأن يسوع المسيح هو إبن الله و يعترفون بأنه المخلّص، ولكن لا يؤمنون بِهبَة خلاصه "الأكيدة" والمجّانية. فهؤلاء يشبهون إنساناً مَديناً بمبلغ مالي خيالي لن يستطيع إيفائه، فيمجّد ويمدح و يشكر شخصاً يقدّم له هبة هذا المبلغ مجّاناً. فيمضي الوقت و يطبّق الحكم ويُرمَى في السجن وهو لم يمدّ يده لأَخذ الهبة مضيّعاً وقته وحياته كلها بواجب الكلام والمديح. وذلك لسببين، إمّا أنه لم يصدّق الواهب بأن هبته هي مجّانية ظنّاً منه بأنّه سيستحقّ هذه الهبة بعد الإنتهاء من أعمال و أقوال الشكر له، من دون أن يقدّر بأنّ دَينهُ عظيماً جدّاً لن يستحق هذه الهبة مهما فعل. وإما لتخدير ضميره الديني وإراحته بطقوس و واجبات دينية، و التغاضي عن الواهب القدير وهبته المجّانية التي تفوق كل عقل. وهم يتّكلون إتّكالا أعمى وبدون تدقيق على أقوال وتعاليم أشخاص يعتبرونهم مرجعيات موثوقة.
المتديّنون لا يؤمنون بِهبَة خلاصه "الأكيدة" والمجّانية
ولكن هذه الأقوال والتعاليم تكون في بعض الأحيان خارجة عن أطر الحق الكتابي. فتكون هذه
المرجعيات كما وصفها الكتاب المقدّس
هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في
الحفرة.
متى 15: 14
من طقوسهم الدينية بأنّهم يسجدون لإنسان أو قدّيس ميت مصلّين ومتضرّعين له، واثقين
بأنّه يسمعهم أينما كانوا، وبأنّه يستطيع إستجابة طلباتهم وتحقيقها مهما كانت. سالبين الله الصفات الخاصّة
به، مثل صفة كلّي الوجود، فيستطيع هذا الإنسان أن يسمع صلواتهم أينما كانوا. و صفة كلّي القدرة، لقدرته
على إستجابة هذه الصلوات وتحقيقها.