الطريق.الحق.الحياة
The Way.Truth.Life
الطريق.الحق.الحياةمدونةلماذا لم يخلقني الله هكذا؟

 

لماذا لم يخلقني الله هكذا؟

لماذا لم يخلقني الله هكذا؟

يولد و يعيش جميع البشر في ظروف مختلفة بعضها عن بعض. ممكن أن يقع الإختلاف في الظروف الماديّة أو الفكريّة أو الصحيّة أو حتى الإجتماعية. و الكثير مَن يكون في حالة معيّنة ينظر إلى آخر في حالة أخرى و يسأل: "لماذا لم يخلقني الله هكذا؟" فإذا كان فقيراً يسأل لماذا لم أكن مكان هذا الغني و إذا كان غنياً يسأل لماذا لست سعيدا مثل هذا الفقير. وهكذا المريض و الصحيح و المتعلم والجاهل... الكل ينظر نظرة حسد إلى الآخر غير مقتنع بالوضع الذي هو فيه.

أحيانا أسأل: "هل يجب على الله أن يعيد خلق كل انسان مراراً ليمر في جميع الظروف والأحوال ليكون هذا الإنسان بدون حجة عند الوقوف أمامه؟"

قبل الجواب، دعني أسأل سؤالاً آخر. كم من أُناس وجدوا الرضى والسعادة والإكتفاء عندما تبدّلت أحوالهم و وصلوا إلى ما كانوا يطمحون إليه؟ ألم نسمع عن اشخاصاً يئسوا من الحياة بعد أن غدوا مشهورين، أو فقراء خسروا عائلاتهم وسعادتهم وراحة بالهم عندما أصبحوا أغنياء؟

الله وضعنا بحكمة في المكان المناسب لخلاصنا

إن الله يعلم بأن السعادة لا تكمن في الظروف التي يعيشها أو يمر بها الإنسان، بل في القناعة و في تسليم كل أمر له. وهو يعلم أيضاً بأن الظرف الذي يولد ويعيش به الإنسان لن يؤثّر على وضعه النفسي و الروحي سلباً أو إيجاباً. فما يهم الله من حياتنا هو بأن نكون فرحين به و أن نعمل مشيئته. و عندما خلق كل واحد منّا، وضعنا بحكمة في المكان المناسب لخلاصنا، و هو يسخّر كل ظرف نمر به لنثمر أعمالاً صالحة لمجد إسمه. و أما الحساب الذي سنعطيه، هو بناءً على قراراتنا نحن التي أخذناها في طاعتنا أو عدم طاعتنا وصايا الله وتعاليمه، وأيضاً حساباً عن كيفية إستخدام الوزنات التي إئتُمنّا عليها خلال أي ظرف أو حال مررنا به.

 

Copyright 2022. Developed by Leverage.sbs