من كتب اسفار موسى الخمسة
براهين داخلية من الكتاب المقدس وخارجيةأسباب لرفض الفرضية الوثائقية (JEDP)
يوجد اسباب كثيرة لرفض هذا الهجوم التشكيكي للكتاب المقدس. اولا، لنأخذ بعين الاعتبار ماذا يقول الكتاب المقدس عن كتابة موسى للأسفار.
شواهد من الكتاب لموسى ككاتب للاسفار
1- يظهر الجدول التالي ان اسفار موسى الخمسة تنص على ان موسى هو كاتب الاسفار: خروج 17: 14؛ خروج 24: 4؛ خروج 34: 27؛ عدد 33: 1 - 2؛ تثنية 31: 9 - 11.
2- وأيضا لدينا شواهد في بقية العهد القديم: يشوع 1: 8؛ يشوع 8: 31 - 32؛ 1 ملوك 2: 3؛ 2 ملوك 14: 6؛ 2 ملوك 21: 8؛ عزرا 6: 18؛ نحميا 13: 1؛ دانيال 9: 11؛ ملاخي 4: 4.
3- العهد الجديد هو أيضا واضح في شواهده: متى 19: 8؛ يوحنا 5: 45 - 47؛ يوحنا 7: 19؛ أعمال 3: 22؛ رومية 10: 5؛ مرقس 12: 26. كان من الواضح أن تقسيم العهد القديم كان في عقل اليهود قبل بكثير من مجيء المسيح، بالأخص، ناموس موسى (كتب عهد القديم الخمسة الأولى)، الانبياء (الكتب التاريخية والنبويّة)، والمزامير: لوقا 16: 29؛ لوقا 16: 31؛ لوقا 24: 27؛ لوقا 24: 44؛ يوحنا 1: 45؛ أعمال 26: 22؛ أعمال 28: 23. لذلك عندما تكلم يسوع عن ناموس موسى، اليهود الذين سمعوه علموا يقينا عن ماذا كان يتكلم.
العهد القديمخروج 17: 14 | فقالَ الرَّبُّ لموسَى: «اكتُبْ هذا تذكارًا في الكِتابِ، وضَعهُ في مَسامِعِ يَشوعَ. فإنّي سوفَ أمحو ذِكرَ عَماليقَ مِنْ تحتِ السماءِ» |
عدد 33: 2 | وكتَبَ موسَى مَخارِجَهُمْ برِحلاتِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. وهذِهِ رِحلاتُهُمْ بمَخارِجِهِمْ: |
يشوع 1: 7 - 8 | إنَّما كُنْ مُتَشَدِّدًا، وتَشَجَّعْ جِدًّا لكَيْ تتَحَفَّظَ للعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّريعَةِ الّتي أمَرَكَ بها موسَى عَبدي. لا تمِلْ عنها يَمينًا ولا شِمالًا لكَيْ تُفلِحَ حَيثُما تذهَبُ. لا يَبرَحْ سِفرُ هذِهِ الشَّريعَةِ مِنْ فمِكَ، بل تلهَجُ فيهِ نهارًا وليلًا، لكَيْ تتَحَفَّظَ للعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ ما هو مَكتوبٌ فيهِ. لأنَّكَ حينَئذٍ تُصلِحُ طريقَكَ وحينَئذٍ تُفلِحُ. |
بشوع 8: 31 | كما أمَرَ موسَى عَبدُ الرَّبِّ بَني إسرائيلَ، كما هو مَكتوبٌ في سِفرِ توراةِ موسَى. مَذبَحَ حِجارَةٍ صَحيحَةٍ لَمْ يَرفَعْ أحَدٌ علَيها حَديدًا، وأصعَدوا علَيهِ مُحرَقاتٍ للرَّبِّ، وذَبَحوا ذَبائحَ سلامَةٍ. |
يشوع 23: 6 | فتشَدَّدوا جِدًّا لتَحفَظوا وتَعمَلوا كُلَّ المَكتوبِ في سِفرِ شَريعَةِ موسَى حتَّى لا تحيدوا عنها يَمينًا أو شِمالًا. |
1 ملوك 2: 3 | اِحفَظْ شَعائرَ الرَّبِّ إلهِكَ، إذ تسيرُ في طُرُقِهِ، وتَحفَظُ فرائضَهُ، وصاياهُ وأحكامَهُ وشَهاداتِهِ، كما هو مَكتوبٌ في شَريعَةِ موسَى، لكَيْ تُفلِحَ في كُلِّ ما تفعَلُ وحَيثُما توَجَّهتَ. |
2 ملوك 14: 6 | ولكنهُ لَمْ يَقتُلْ أبناءَ القاتِلينَ حَسَبَ ما هو مَكتوبٌ في سِفرِ شَريعَةِ موسَى، حَيثُ أمَرَ الرَّبُّ قائلًا: «لا يُقتَلُ الآباءُ مِنْ أجلِ البَنينَ، والبَنونَ لا يُقتَلونَ مِنْ أجلِ الآباءِ. إنَّما كُلُّ إنسانٍ يُقتَلُ بخَطيَّتِهِ». |
1 أخبار 22: 13 | حينَئذٍ تُفلِحُ إذا تحَفَّظتَ لعَمَلِ الفَرائضِ والأحكامِ الّتي أمَرَ بها الرَّبُّ موسَى لأجلِ إسرائيلَ. تشَدَّدْ وتَشَجَّعْ لا تخَفْ ولا ترتَعِبْ. |
عزرا 6: 18 | وأقاموا الكهنةَ في فِرَقِهِمْ واللاويّينَ في أقسامِهِمْ علَى خِدمَةِ اللهِ الّتي في أورُشَليمَ، كما هو مَكتوبٌ في سِفرِ موسَى. |
نحميا 13: 1 | في ذلكَ اليومِ قُرِئَ في سِفرِ موسَى في آذانِ الشَّعبِ، ووُجِدَ مَكتوبًا فيهِ أنَّ عَمّونيًّا وموآبيًّا لا يَدخُلُ في جَماعَةِ اللهِ إلَى الأبدِ. |
دانيال 9: 11 | وكُلُّ إسرائيلَ قد تعَدَّى علَى شَريعَتِكَ، وحادوا لئَلّا يَسمَعوا صوتَكَ، فسكَبتَ علَينا اللَّعنَةَ والحَلفَ المَكتوبَ في شَريعَةِ موسَى عَبدِ اللهِ، لأنَّنا أخطأنا إليهِ. |
ملاخي 4: 4 | اُذكُروا شَريعَةَ موسَى عَبدي الّتي أمَرتُهُ بها في حوريبَ علَى كُلِّ إسرائيلَ. الفَرائضَ والأحكامَ. |
متى 8: 4 | فقالَ لهُ يَسوعُ: «انظُرْ أنْ لا تقولَ لأحَدٍ. بل اذهَبْ أرِ نَفسَكَ للكاهِنِ، وقَدِّمِ القُربانَ الّذي أمَرَ بهِ موسَى شَهادَةً لهُمْ». |
مرقس 12: 26 | وأمّا مِنْ جِهَةِ الأمواتِ إنهُم يَقومونَ: أفَما قَرأتُمْ في كِتابِ موسَى، في أمرِ العُلَّيقَةِ، كيفَ كلَّمَهُ اللهُ قائلًا: أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ؟ |
لوقا 16: 29 | قالَ لهُ إبراهيمُ: عِندَهُمْ موسَى والأنبياءُ، ليَسمَعوا مِنهُمْ. |
لوقا 24: 27 | ثُمَّ ابتَدأَ مِنْ موسَى ومِنْ جميعِ الأنبياءِ يُفَسِّرُ لهُما الأُمورَ المُختَصَّةَ بهِ في جميعِ الكُتُبِ. |
لوقا 24: 44 | وقالَ لهُمْ: «هذا هو الكلامُ الّذي كلَّمتُكُمْ بهِ وأنا بَعدُ معكُمْ: أنَّهُ لا بُدَّ أنْ يتِمَّ جميعُ ما هو مَكتوبٌ عَنّي في ناموسِ موسَى والأنبياءِ والمَزاميرِ». |
يوحنا 5: 46 | لأنَّكُمْ لو كنتُم تُصَدِّقونَ موسَى لكُنتُمْ تُصَدِّقونَني، لأنَّهُ هو كتَبَ عَنّي. |
يوحنا 7: 22 | لهذا أعطاكُمْ موسَى الخِتانَ، ليس أنَّهُ مِنْ موسَى، بل مِنَ الآباءِ. ففي السَّبتِ تختِنونَ الإنسانَ. |
أعمال 3: 22 | فإنَّ موسَى قالَ للآباءِ: إنَّ نَبيًّا مِثلي سيُقيمُ لكُمُ الرَّبُّ إلهُكُمْ مِنْ إخوَتِكُمْ. لهُ تسمَعونَ في كُلِّ ما يُكلِّمُكُمْ بهِ. (راجع تثنية 18: 15) |
أعمال 15: 1 | وانحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ اليَهوديَّةِ، وجَعَلوا يُعَلِّمونَ الإخوَةَ أنَّهُ: «إنْ لَمْ تختَتِنوا حَسَبَ عادَةِ موسَى، لا يُمكِنُكُمْ أنْ تخلُصوا». |
أعمال 28: 23 | فعَيَّنوا لهُ يومًا، فجاءَ إليهِ كثيرونَ إلَى المَنزِلِ، فطَفِقَ يَشرَحُ لهُمْ شاهِدًا بملكوتِ اللهِ، ومُقنِعًا إيّاهُمْ مِنْ ناموسِ موسَى والأنبياءِ بأمرِ يَسوعَ، مِنَ الصّباحِ إلَى المساءِ. |
رومية 10: 5 | لأنَّ موسَى يَكتُبُ في البِرِّ الّذي بالنّاموسِ: «إنَّ الإنسانَ الّذي يَفعَلُها سيَحيا بها». |
رومية 10: 19 | لكني أقولُ: ألَعَلَّ إسرائيلَ لَمْ يَعلَم؟ أوَّلًا موسَى يقولُ: «أنا أُغيرُكُمْ بما ليس أُمَّةً. بأُمَّةٍ غَبيَّةٍ أُغيظُكُمْ». |
1 كورنثس 9: 9 | فإنَّهُ مَكتوبٌ في ناموسِ موسَى: «لا تكُمَّ ثَوْرًا دارِسًا». ألَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثّيرانُ؟ |
2 كورنثس 3: 15 | لكن حتَّى اليومِ، حينَ يُقرأُ موسَى، البُرقُعُ مَوْضوعٌ علَى قَلبِهِمْ. |
نلاحظ ان بعض الشواهد يدل على عمل موسى. مثلا، يوحنا 7: 22 و أعمال 15: 1 يتكلم عن موسى وهو يقدم عن تعليم الختان. وأيضا يعلن أن هذا التعليم قد أتى من قبل - في التكوين مع إبراهيم. ومع ذلك، لقد نسب إلى موسى لأنه موجود في كتاباته. العهد الجديد ينسب كل الاسفار من التكوين إلى التثنية كونهم كتابات موسى. لذا فإن مهاجمة كتابة موسى للأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم هو أيضاً هجوم على صدقية باقي كتّاب الكتاب المقدس ويسوع نفسه.
مهاجمة كتابة موسى للأسفار هو أيضاً هجوم على صدقية باقي الكتّاب ويسوع
مؤهلات موسى في الكتابة
لا يوجد فقط شهود كثر في الكتاب المقدس ان موسى هو كاتب الاسفار الاولى الخمسة، لكن موسى كان أيضا مؤهّلا لكتابتها. لقد تلقّى تعليم ملوكي مصري (أعمال 7: 22) وكان شاهد عيان للأحداث المدوّنة في خروج وتثنية، والتي تحتوي على الكثير من الاسماء المصرية للأماكن، وأشخاص، وآلهة، كما أيضا كلمات مصرية، وتعابير ، ومعلومات ثقافية. وأظهر تكراراً نظرة الغريب لأرض كنعان (نظرة مصري أو سينائي). وكنبي لله كان هو الشخص المناسب لتلقي كتابة وتقاليد الشفوية للآباء من آدم إلى أيامه، وهذا ما يستخدمه الروح القدس ليرشد موسى لكتابة الاسفار المعصومة عن الخطأ. لا يوجد أي عبري آخر قديم أكثر كفاءة من موسى لكتابة الاسفار الخمسة.
المنطق الخاطئ للمشككين
سبب أخير لرفض الفرضية الوثائقية وقبول الشهادة الكتابية لكتابة موسى للاسفار الخمسة هو الإفتراضيات والمنطق الخاطئ للاهوتيين الليبراليين والمشككين الآخرين.
- إفتَرَضوا نتائجهم. افتَرَضوا أن الكتاب المقدس هو ليس وحي إلهي يفوق الطبيعة ثم حوّروا النص الكتابي ليصلوا إلى تلك النتائج. كانوا ضمنيّاً ملحدين في تفكيرهم او يفكرون في اله غير شخصي.
- كانوا يفترضون ان الديانة العبرية كانت بكل بساطة إختراع إنسان، نتيجة تطور العقيدة، كما هو الحال مع الديانات الأخرى.
- بناءاً على أفكار متأثرة في فكرة التطور، افترضوا أن "فن الكتابة الذي كان تقريبيّاً "غير معروف عند الشعب اليهودي قبل تأسيس المملكة الداوديّة؛ لذلك لا يمكن أن يكون هنالك سجلّات مكتوبة تعود إلى أيام موسى." هذا الإدّعاء لا يهاجم فقط ذكاء الشعب اليهودي القديم، بل أيضاً المصريين الذين درّبوا موسى. هل لم يكن بإمكان المصريين أن يعلّموا موسى القراءة والكتابة؟ منذ وقت التي إقترِحت فيه الإفتراضية الوثائقية، إكتشف علماء الآثار الكثير من ما قبل أيام موسى. من الصعب أن نصدّق أن الشعوب المحيطة بالشعب اليهودي القديم عرفوا الكتابة، لكن اليهود لم يعرفوها.
- اللاهوتيين الليبراليين يزعمون أنهم بنوا نظرياتهم من خلال النص الكتابي رغم أنهم تجنّبوا البرهان الكتابي الذي يدحض نظرياتهم. طريقتهم في دراسة الكتاب المقدس هي "نقّي واختار"، وهي طريقة غير صادقة للسعي وراء الحقيقة.
- لقد قدّروا عشوائيّاً أن الكتاب العبرانيين هم مختلفون عن كل الكتّاب في التاريخ - أن العبرانيين كانوا غير قادرين على استعمال أكثر من إسم واحد لله، او استخدام أكثر من أسلوب للكتابة بغض النظر عم الموضوع، أو وجود أكثر من مرادف واحد لفكرة واحدة.
- إنحيازهم الشخصي أدى بهم إلى التقدير بطريقة غير شرعية أن أي تصريح كتابي هو غير جدير بالثقة حتى برهانه أنه جدير بالثقة (غير أنهم لن يفعلوا ذلك مع أي نص قديم أو جديد) وعندما يجدوا أي عدم توافق بين الكتاب المقدس وأي نص وثني قديم، كان الأخير يعطى الافضليّة تلقائيّاً ويعتبر موثوق به كشاهد تاريخي. ما سبق يخالف يعارض المبدأ المقبول به جيدا المعروف بمقولة أرسطو، والتي تشير بإعطاء أفضليّة التشكيك للوثيقة نفسها، عوضا عن الناقد. مبعنى آخر، الكتاب المقدس (أو أي كتاب آخر) يجب إعتباره بريء حتى تثبت إدانته، أو موثوق به حتى تثبت عدم أمانته.
- بالرغم من وجود عدة أمثلة لكاتب من أصول ساميّة يستخدم الإعادة والتكرار في تقنية السرد، يفترض الاهوتيين المشككين عند قيام الكتاب العبرانيين بذلك، أنه برهان ممكّن لوجود عدة كتّاب للنص الكتابي.
- إفترض المشككون بشكل خاطئ، مع عدم وجود نص أدبي عبري قديم للمقارنة مع النص الكتابي، بأنهم قادرين، بدقّة علميّة، تحديد تاريج كتابة كل أسفار الكتاب المقدس.
- إلى يومنا هذا، لا يوجد اي برهان لمخطوطة لمصدر اليهوي، الايلوهيمي، التثنوي، الكهنوتي، أو أي فتات مفترضة من مخطوطة قد اكتشفت. ولا يوجد أي تعليقات يهودية قديمة تذكر أي من تلك الوثائق الخيالية أو كتابها الذين لا أسماء لهم. كل البراهين في المخطوطات التي بحوزتنا هي مع لأسفار الاولى الخمسة للكتاب المقدس كما هي عندنا الآن. هذا مؤكّد من خلال الشهادة اليهودية الموحّدة (حتى القرون القليلة الاخيرة) بان هذه الأسفار هي مكتوبة على يد موسى.