الالحاد

1- اهمية الكرازة للملحدين

a. الحق الكتابي: اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ (مزمور 19: 1) اذا الطبيعة هي اعلان الله العام، إذا بالاولى لنا نحن المسيحيين ان نستخدم الطبيعة للكرازة واعلان رسالة الله للبشر. ان العلم هو معرفة عن خليقة الله التي تظهر مجده، وليس كما يستخدمه البعض لكي يثبت عدم حاجتنا لله.

b. بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِماً لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، (1 بطرس 3: 15)
يجب ان نكون دائما قادرين على اجابة كل من يسألنا عن ايماننا.
1- يجب ان نحيا حياة مقدسة تظهر قداسة الله من خلالنا
2- مستعدين لمجاوبة: لدينا المعرفة الكافية عن ايماننا المسيحي
3- بوداعة وخوف: هدفنا ربح النفوس وليس ربح المجادلة

c. في العالم يموت بمعدل 2 شخص في الثانية

d. اهمية الموضوع:
i. مواجهة الفكر الالحادي
ii. عدم التساهل مع افكار تناقض الحق
iii. وصول الافكار الالحادية الى الشرق الاوسط
iv. جعل الآخر يفكر
v. الكرازة بالانجيل

e. اذا: الحاجة الى الكرازة
فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ (رومية 10: 14) اذا لم نخبرهم نحن عن بشارة الخلاص، من سيخبرهم؟ العالم مليء بالكارزين لمملكة ابليس. نحن في حرب مع عدو لا يرحم، لكن معنا قائد قوي لا يُقهر.

2- خلفية ايمان الملحد

a. الانسان بطبيعته يحب المعرفة، لذلك يبحث عن مسببات الامور التي حوله ويفكر ويحلل اسباب وجودها مثلا: اسحق نيوتن تحت شجرة التفاح تقع عليه تفاحة. بدأ يفكر ويحلل الى ان توصل الى قوانين الجاذبية. نيوتن لم يخترع الجاذبية ومعرفته عن الجاذبية لم تغير أي شيء عن حقيقة الجاذبية. لكنه توصل الى التحليل الصحيح الذي يتناسب مع الواقع والمنطق.

b. لكن للأسف ليس دائما يتوصل الانسان الى التحليل الصحيح وذلك للأسباب التالية:

1. ليس لديه الادلة والوقائع الكافية: مثلا، دوران الارض حول الشمس – قديما لم يكن وجود لادلة كافية عن تحرك النجوم والكواكب. لذلك لم يستطيع الانسان ربط تحركات الارض مع النجوم والكواكب لاستنتاج ان الارض والكواكب تتحرك حول الشمس.
2. استنتاج الخاطئ بسبب معلومات غير كافية او معلومات محدودة بزمان او مكان معين. حيوان يمكن ان يتأقلم مع محيط معين فيتغير بعض من ملامحه. فيتم الاستنتاج ان الحيوان يمكن ان يتغير من نوع الى آخر. الارض مسطحة.
3. المعتقد المسبق للانسان يدفعه الى استنتاج معين يتوافق مع هذا المعتقد. عند كل انسان منظار ينظر من خلاله الى الامور من حوله ويحللها على هذا الاساس (النظرة العالمة Worldview). مثلا:ينظر الانسان الى الحفريات، فيرى تطور دارويني او خليقة الله. ينظر الانسان الى امر وكأنه صدفة ولكن المؤمن ينظر الى نفس الشيء على انه خطة ومشيئة الله.

c. العلم لا يستطيع أن يشرح كل شيء

1. الحقائق المنطقية والحسابية
2. الحقائق الميتافيزيائية: وجود عقل آخر غير عقلي، وجود عالم خارجي هو حقيقي، الماضي لم يتكون منذ خمس دقائق مع ظهور القدم
3. الحقائق الأخلاقية والقيم. لا نستطيع علميا اثبات جرائم النازيين أو الارهابيين هو شيء شرير
4. الجمال
5. العلم في حد ذاته لا يمكن شرحه من خلال الطريقة العلمية. العلم مليء بالافتراضات التي لا يمكن برهانها. مثل في حالة النظرية النسبية تستند على ان سرعة الضوء هي ثابتة من نقطة أ الى ب. وذلك لا يمكن برهانه.

(امام)
- الاصل: كيف وجد كل ما هو حولنا
- المعنى: ما هو معنى الاحياة
- الاخلاق: من هو مرجعية لما هي الاخلاق
- المصير: اين سنكون

وهذا ما يجب ان نتأكد ان نصحح عند الآخر معتقداته بخصوص هذه الامور لكي يستطيع ان يرى ويحلل بالطريقة الصحيحة.

لذلك يجب ان نعرف ما موقف هذا الانسان من هذه الامور. ونعرف ذلك من خلال الاسئلة:

d. الكتاب المقدس يشرح كيف ان الله خلق السماء والارض وكل ما فيها (1). وخلق الانسان وميّزه وتعامل مع هذا الانسان عبر الزمن (2). وهذا وضع الانسان امام مسؤولية قابلة للمحاسبة امام هذا الاله العظيم (4). لكن الانسان بطبيعته المتمردة يريد ان يفعل اي شيء دون محاسبة (3):

- آدم تمرد على امر الله ولم يشأن أن يحاسب منه بالحكم: موتا تموت.
- ابليس تمرد على الله وحاول ان يضع نفسه أعلى من الله

e. عندما نرى ان بعد الانسان عن الله هو ليس شيء له علاقة بالمنطق او العلم، بل بسبب تمرّد ذلك الانسان، نستطيع ان نفهم كيف نتكلم مع الملحد الذي يريد ان لا يكون لله دور في حياته.

f. لذلك لجأ الانسان الى بديل عن حادثة الخلق والتي تظهر عظمة الله وسلطته على كل الكون. وهذا البديل بالمختصر اننا لا نحتاج الى اله لكي يتكون هذا الكون وكل ما فيه. ويعرف بنظرية النشوء التطور.

3- نظرية النشوء التطور:

a. نظرية قديمة لكن اخذت مجدها مع العالم "تشارلز داروين" من بريطانيا مع اصدار كتابه Origin of Species "اصول الاصناف" العام 1859 الذي ركز على تطور الحيوانات من خلال الاختيار الطبيعي، اي ان الطفرات الجينية تنتج اصناف جديدة، والاقوى في هذه الاصناف يستمر في الحياة والضعيف ينقرض.

b. اكتشف داروين في احدى رحلاته الاستكشافية ان الطيور الحسون في جزيرة Galapagos تشبه تلك التي على البَر، لكن يوجد تغيير في مناقيرها تتناسب مع نوع الطعام الموجود على الجزيرة. لذلك استنتج ان مع الزمن الطويل هذا التغيير البسيط (Change in species) هو كافي لكي ينتج تغيير في الحيوان من نوع الى آخر (Change in kinds).

c. مع الوقت، تطورت النظرية الى ان اصبحت على الشكل التالي:

1. في وقت معين قبل 13.5 مليار سنة، حدث الانفجار الكوني من نقطة صغيرة جدا وثقيلة جدا في الكون. وهذا الانفجار حصل منه تكوّن النجوم والكواكب والمجرات. هذا ما يسمى التطور الكوني
2. ومع تكوين الارض، تكونت طبقة من الاوكسيجين ووجد الماء على سطح الارض وتفاعل البرق والرعد مع "الحساء البدائي" Primordial Soup وظهرت اولى البروتينات التي هي المكونات الاساسية للخلية. ومع الوقت تطورت هذه البروتينات الى خلايان ومن ثم الى باكتيريا وثم الى حيوانات بحرية ومنها الى حيوانات البَر. الى ان اتى القرد الذي تطور واصبح انسان قبل عشرة الاف سنة. هذا ما يسمى التطور البيولوجي.

d. بعض نقاط ضعفها

1. ما الذي سبب الانفجار الكوني ولماذا حصل؟
2. التطور البيولوجي يعتمد على الطفرات الجينية أي التشوهات. لكن العلم الحديث يثبت ان التشوهات هي دائما حالة ضعف وليس تطور .
3. كل التغيرات التي نراها في الحيوانات هي أصلا موجودة في الجينات. لا يوجد اي تغيير في الجينات.
4. لا اثبات علمي عن مقدرة تحول المواد الكيميائية الى خلايا
5. نظرية التطور تشرح "بقاء الاصلح" (Survival of the fittest) لكنها لا تشرح "وصول الاصلح" (Arrival of the fittest) .
6. عدم امكانية تبسيط وظائف الخلية (irreducible complexity).
7. عدم وجود لمصدر المعلومات ولكيفية تكوين الحمض النووي
8. عدم المقدرة على جواب سؤال: ما هو المصير بعد الموت؟ لا امل
9. عدم المقدرة على تعريف هذه الامور المطلقة (Absolutes): الشر، العدالة، الحب، المغفرة. وهذه كلها اجتمعت في الصليب.
10. الحفريات واخطاء التعرف عليها

4- خلفية الكرازة للملحد

a. قبل ان نستطيع الكرازة للملحد، يجب ان نعلم ما هو الالحاد ومن هو الملحد. دائما يجب ان نعلم مع من نتكلم وما هو مدى معرفة الانسان المكروز له عن دينه وعن المسيحية

1. ماذا يعني الالحاد؟ الالحاد هو عدم الايمان بوجود الله
2. ومن هو الملحد؟ الملحد هو شخص يرفض وجود الله
3. هل الاحاد هو دين او حالة الا دين؟ لماذا؟ الالحاد هو دين، فهو يؤمن بعدم وجود الله لذلك الموضوع هو برهان وجود الله.

b. لماذا لا يريد الانسان ان يؤمن بالله ويرفض وجوده؟
الانسان لا يريد ان يكون وجود لمن يحاسبه على افعاله. وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. (يوحنا 3: 19) تخيل: ان الدينونة هي بسبب ان الله اعلن عن ذاته والناس قد رفضوا الله ورفضوا رسالته ودعوته للخلاص. الناس احبوا الظلمة لان أعمالهم شريرة ولا يريدون من يحاسبهم على اعمالهم لِمَاذَا أَهَانَ الشِّرِّيرُ اللهَ؟ لِمَاذَا قَالَ فِي قَلْبِهِ: [لاَ تُطَالِبُ] (مزمور 10: 13) صاحب المزمور يسأل السؤال ويجيب عليه بسؤال الانسان ينكر ان الالحاد هو دين على اساس انه هو يرفض صحة اي دين. هو يؤمن بالعلم.

c. من منكم تحدث الى ملحد من قبل؟ على السوشيال ميديا؟
يجب ان نعلم ان تزايد الملحدين في البلاد العربة هم على ازدياد ولا يمكن ان يستهان بهذا الموضوع. اصبح لهم تجمعات وغروبات على التواصل الاجتماعي. يعملون من خارج البلاد بسبب الامان الذي يؤمنه لهم الغرب.

5- مبدأ طريقة الكرازة للملحد

a. وجوب استخدام العقل للوصول الى القلب
لكي نثبت وجود الله للملحد علينا لا محالى ان نخاطب العقل. الملحد هو انسان يظن ان الدين يحد الانسان من استعمال عقله وفي المقابل العلم هو ما يحرك العقل ويمكن الاعتماد عليه. نحن كمسيحيين لا نستطيع ولا يجب ان ندافع عن كل الاديان لأننا نؤمن انها على خطأ وغير منطقية. بل يجب ان ندافع عن الدين المسيحي فقط والذي هو حسب الكتاب المقدس. كل الاديان لها بعض من الحقيقة، لكن الاختلاف هو عندما يكون لديها تناقض مع الكتاب المقدس.

لقد كبر وقوي التيار الالحادي اكثر فأكثر بسبب تقاعص الكنيسة على الرد بنفس القوة التي كان الملحدون يهاجمون المسيحية. فكثر الفلاسفة الملحدين الذين يناقدون الديانة المسيحية هم في القرنين الماضيين. لذلك كانت الحاجة في تطوير الفكر الفلسفي في الديانة المسيحية رغم عدم ارتياح للعديد من المسيحيين للفلسفة ككل.

b. الفكر الفلسفي المسيحي نشأ منذ القرن الاول الميلادي،

1. فنرى الرسول بولس الذي كان دارسا في الكتب وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ». (اعمال 26: 24) طبعا كانت بمعظمها كتب العهد القديم لكن ايضا كان له اطلاع على ما كتبه اليونان كما نرى في الاية "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ." (اعمال 17: 28) لكن طبعا الفلسفة التي استخدمها بولس كانت من حكمة الله وليست حكمة بشرية. اذ ان بعض المسيحيين قالوا لا توجد فلسفة (بشرية) جيدة الا التي تجاوب الفلشفة البشرية.
2. وأيضا القديس إغناطيوس (35 – 108)
3. والقديس كليمنت الأول أو اقليمس (القرن الاول – 99)
4. بوليكاربوس (69 – 156)
5. وطبعا معلمنا الاول يسوع المسيح حفّذ الجموع على استخدام العقل:
   1. وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْهَيْكَلِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ وَهُوَ يُعَلِّمُ قَائِلِينَ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا وَمَنْ أَعْطَاكَ هَذَا السُّلْطَانَ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ: «وَأَنَا أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَإِنْ قُلْتُمْ لِي عَنْهَا أَقُولُ لَكُمْ أَنَا أَيْضاً بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا: مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟» فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟... (متى 21: 23)
   2. طلب من التلاميذ اطعام الخمسة آلاف ومن ثم تحذيرهم كم خمير الفريسيين
   3. الامثلة التي كان يقولها ويتوقع من تلاميذه ان يفهموها
   4. تكلم مع الصدوقيين الذين لا يؤمنون بقيامة الاموات. فحاورهم بالمنطق
   5. تلميذي عمواس

c. الله خاطب كثيرا بالعقل وأهم من خاطبهم هو أيوب:
فَقَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟ اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُلٍ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي. أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَاراً؟ (ايوب 38: 1 – 5)

d. لذلك يجب ان نستخدم العقل وحكمة المنبثقة من كلمة الله لكي نواجه افكار البشرية التي تؤدي الى الهلاك، عالمين ان الخلاص يحصل فقط من خلال القلب. وذلك بعد ان يرى الانسان انه يوجد من يدينه على اعماله وان اعماله شريرة ولذلك فهو بحاجة الى الخلاص.