لماذا تؤلّهون إنساناً؟
لماذا تؤلّهون إنساناً؟الحوار
- لماذا تؤلّهون إنساناً؟
- نحن نعبد اله قد تجسد.
- حاشا لله بأن يصبح إنساناً.
- دعني أسألك، هل هناك أمر يعجز الله عن فعله؟
- حاشا فإن الله على كل شيء قدير.
- حتى لو أراد أن يأخذ جسدا ويصبح إنساناً؟
- طبعا يقدر، ولكن لماذا قد يفعل ذلك؟
- قبل أن أجيبك عن سؤالك دعني أخبرك عن رجل قد إقترف جرما يستوجب الإعدام. وبعد أن حكم عليه
القاضي، تقدمت زوجة المحكوم عليه ومعها كبشاً مقيداً ورمته أمام القاضي قائلةً: "إني أقدم هذا
الكبش فداءً عن زوجي. إذبح الكبش وأطلق زوجي حراً طليقاً." ماذا تتوقع ردّة فعل القاضي؟
- إن طلبها غير منطقي.
- فعلا غير منطقي، لأنه لا يمكن للكبش أن يحل مكان الإنسان. فإن المعادلة غير صحيحة. ولكن كيف قبل
الله بكبش فداء عن إبن إبراهيم؟ فإن فداء الإنسان يجب أن يكون بإنسان آخر باراً غير محكوماً عليه،
إذ لا يمكن أن يحل مكانه حيوان.
عندما دخلت الخطيئة (المعصية) على البشرية كان حكم الله على الإنسان بالموت. فلا يمكن للإنسان الخاطىء أن يكون في محضر الله القدوس في السماء. و إن أي قاضي عادل يحكم عدلاً على مقترف الجرم حتى لو كان القاضي رحوماً. لأن العدل يجب أن يطبّق. فحاشا على الله أن يكون إنساناً أعدل منه حتى لو كان اله رحوما. لذلك كانت فكرة فداء الإنسان، ليست بكبش، لأنه كما قلنا سابقا إن المعادلة غير صحيحة. و ليست بإنسان عادي، لأنه هو نفسه محكوما عليه فلا يستطيع أن يفدي إنسانا بذات الحكم. عندها أراد الله الرحوم أن يصبح إنسانا ويأخذ حكم الموت عن الإنسان الخاطىء ويموت عنه على الصليب. فهو الوحيد الذي يُقبل به أن يكون مكان الإنسان، لأنه بار وحاشا أن يُحكم عليه بخطيئة واحدة، وهو الله المتجسد كإنسان ليكون مكان الإنسان المحكوم عليه. وبذلك يكون تحقق عدل الله و رحمته في آنٍ واحد.
الله الرحوم تجسد وأخذ حكم الموت عن الإنسان
لذلك عندما قبل الله الكبش فداءً عن إبن إبراهيم، كان يرى في الكبش صورة باهتة عن يسوع المسيح المذبوح على الصليب عنه وليس مجرد كبش لا يصلح أن يكون مكان أي إنسان كان.
أخي الحبيب، ممّا لا شك فيه أن الله عادل ورحيم. ولكن عدلَه المطلق يقف أمام رحمته و محبته. إذ لا يقدر أن يرحم إذا كان عادلاً وإلا بطُل عدله حُكماً. و لأنه محب و رحوم، إرتضى أن يُخلي مجده العظيم ويصبح إنساناً ليحمل قصاص خطيئة كل واحد مِنّا بموته عنا على الصليب، جاعلاً نفسه كبشاً عظيماً مقبولاً لفدائنا جميعاً.