ما هو الثالوث

الثالوث هو عقيدة مسيحية انه يوجد اله واحد في ثلاث اقانيم: الآب، الإبن، والروح القدس. يسوع المسيح هو الابن. كلمة الثالوث ليست بالواقع موجودة في الكتاب المقدس، لكن العقيد موجودة فيه بكل وضوح. مقارنة بكلمة التوحيد التي تعني الايمان باله واحد هي أيضًا غير موجودة في الكتاب المقدس والتي بدون أي شك هي عقيدة واضحة يُعلِّمها الكتاب. من المهم أن نذكر أن عقيدة الثالوث لم يتم اختراعها من قبل مجلس كنيسة. انها عقيدة كتابية بامتياز. مثلما أيضا العالم اسحاق نيوتن لم يخترع قوى الجاذبية، هو فقط عرّفها. المجالس الكنسية فقط عرّفت ما هو مذكور بوضوح في الكتاب المقدس سابقا. سوف نظهر ألوهية الاقانيم الثلاثة من خلال مقاطع في الكتاب المقدس، وكيفية أظهارها بأن الله هو واحد في ثلاثة أقانيم.

هل الأب هو الله؟

هذا قد تم اظهاره من خلال عدة مقاطع في كل أنحاء الكتاب المقدس. يبدأ الرسول بولس عدة من رسائله بعبارة: نعمة وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح (فيلبي 1: 2). وهنا نرى بأن الآب يدل عليه بأنه الله. وقال الرب يسوع المسيح عن الله الأب في يوحنا 17: 3 "هذه هي الحياة الابدية، أن يعرفوك أنت الاله الحقيقي". نستنتج بأن الآب هو الله لا محالة.

هل الابن هو الله؟

ما يثير الكثير من الجدال هو أن يسوع المسيح هو الله. لنرى ما هو المكتوب في الكتاب المقدس. نقرأ في تيطس 2: 13 "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح". و هنا نرى بأن يسوع المسيح قد وصف بأنه الله والمخلص. وأيضا في عبرانيين 1: 8 نرى كلام الله الآب يتكلم مع الابن ويقول: "وَأَمَّا عَنْ الابْنِ:«كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ». الأب يخاطب يسوع المسيح بأنه الله. وفي مناسبة أخرى في حياة المسيح على الارض ترى أن بعد قيامته من الموت شك توما بأنه حقا قام. لكن بعد ظهور المسيح لتوما قال له ان يضع يده في جنبه وان لا يكون غير مؤمن بل مؤمنًا (يوحنا 20: 27). أجابه توما: "ربي والهي" (يوحنا 20: 28). فأجابه يسوع وقال: "لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يوحنا 20: 29). نلاحظ هنا بأن توما نادى يسوع بأنه الرب والله، ولم ينتهره يسوع وينفي هذه الصفات التي إن لم تكن في مكانها لكانت تجديف. لكن في المقابل يؤكد المسيح ما قاله توما بقوله أنه أمن لأنه رأى.

يسوع المسيح أكد ألوهيته طوال فترة خدمته على الارض. فقال عن نفسه أنه الله الذي تكلم مع موسى من خلال العليقة المحترقة. فهم اليهود آنذاك أنه يقول عن نفسه أنه الله، لذلك أجابوه قائلين: "لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا" (يوحنا 10: 33). وهذا يظهر ان السامعين فهموا بشكل واضح أنه يقول عن نفسه أنه الله. وفي يوحنا 1: 18 نقرأ "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". وهنا وصف صريح بأن الابن، أي يسوع المسيح، هو واحد مع الآب.

هل الروح القدس هو الله؟

في أعمال 5، نقرأ عن شخصين، حنانيا وسفّيرة، كذبوا بشأن ثمن الحقل الذي باعوه امام الكنيسة. ووبّخهم بطرس بشأن كذبتهم. وقال لهم بطرس: "يَاحَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟" (أعمال 5: 3) فنلاحظ أن كذبهم كان على الروح القدس. وفي الآية التالية يقول: "... َنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ". (أعمال 5: 4) وهنا يظهر أن كذبهم كان على الله، وبالتالي أن الروح القدس هو الله.

بعض الاشخاص، أمثال شهود يهوة، يقولون أن روح القدس هو قوة الله، أي قوة ليست ذو شخصية بحد ذاتها. لكن حقيقة أنه يمكن للإنسان أن يكذب على الروح القدس يظهر ان روح القدس ليست مجرّد قوّة إذ لا يمكن الكذب على قوّة بل أشخاض. وهذا ما يظهر أن روح القدس هو الاقلوم الثالث في الثالوث. يقول الكتاب المقدس أيضا عن امكانية إحزان الروح القدس (أفسس 4: 30)، وأيضا أن الروح القدس يتكلم ويقول (عبرانيين 3: 7).

وهذا ما قد رأينا الآن أن الأقانيم الثلاثة، الآب والإبن والروح القدس، هم الله. لكن هذا لا يعني أنهم ثلاثة آلهة. من الواضح أن المسيحية تؤمن بإله واحد. في أشعياء 45: 5 نقرأ "أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ...". أي يوجد إله واحد.

كيف أن الأب هو الله، الإبن هو الله، والروح القدس هو الله؟

يعني هذا أنهم يتشاركون في نفس طبيعة الله الواحد. ولذا من المستطاع أن يقال عن كل منهم أنه الله، رغم أنهم أقانيم ثلاثة متميّزين عن بعضهم البعض. والثالوث هذا يطهر في متى 28: 19 حيث يقول يسوع المسيح: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ". فيقول "بإسم" وليس "أسماء" أي اله واحد. وهذه الآية تظهر تساوي بين الاقانيم الثلاثة متمّزة عن بعضهم البعض. الآب ليس الابن، وليس الإبن هو الروح القدس. وهذا ما يسمى بهرطقة الأحادية ولا تتوافق بتعاليم الكتاب المقدس. قال يسوع أنه سوف يجلس عن يمين الله (الآب) (عبرانيين 10: 12). وهذا لا يمكن أن يكون له معنى أذا كان المسيح هو الآب. وأيضا تكلم يسوع المسيح مع الآب قائلا: "يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ". (لوقا 22: 42) وهذا ما يظهر تمييز بين الإبن والآب. وعند معمودية المسيح، نرى الأقانيم الثلاثة متواجدة في آن واحد. يسوع كان يعتمد، والروح القدس كان نازلا على هيئة حمامة، وصوت الآب يقول: "هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" (متى 3: 16 و17).

وهكذا ترى أن الثالوث ليس هو إختراع انسان، بل عقيدة كتابية واضحة. ويوجد أيضا مقاطع كثيرة في الكتاب المقدس، لكن هذا كافٍ لجعل الشخص يبدأ في إيجاد الاجوبة عن وحدانية الله الثالوث في الآب والإبن والروح القدس.