لماذا اتى المسيح في الوقت المحدد ولماذا تجسد
ما اهمية التجسد وفي الوقت المحددالوقت المحدد
يشرح اللاهوت المسيحي أن مجيء المسيح وتجسده كان في "ملء الزمان" (غلاطية 4: 4)، أي في الوقت الذي أعده الله بشكل كامل لتحقيق خطته للخلاص. ويمكن تلخيص الأسباب في النقاط التالية:
لماذا أتى المسيح في الوقت المحدد (ملء الزمان)؟
- التهيئة التاريخية والدينية:
- توقعات اليهود: كان هناك ترقب شديد لمجيء المسيا بين اليهود، خاصة مع الحكم الروماني الذي جعلهم يتوقون لمخلص يحررهم.
- التحضير الروحي: عبر الأنبياء والناموس، تم إعداد الشعب اليهودي لقرون لمجيء المخلص، حيث كشفت الشريعة عن الخطية وأظهرت حاجة الإنسان إلى الفداء.
- لنبوات المحددة: جاء المسيح تحقيقاً للنبوات القديمة التي حددت زمان ومكان مجيئه وتفاصيل حياته وموته.
- الظروف العالمية المواتية:
- السلام الروماني (Pax Romana): كانت الإمبراطورية الرومانية قد وحدت معظم دول العالم تحت حكمها، مما أدى إلى فترة من السلام النسبي. هذا أتاح سهولة السفر والتنقل، مما ساعد على انتشار رسالة الإنجيل بسرعة بعد قيامة المسيح.
- اللغة المشتركة: كانت اللغة اليونانية (الكويني) هي اللغة المشتركة في أجزاء واسعة من الإمبراطورية، مما سهل التواصل ونشر تعاليم المسيحية.
- نضج الفلسفات والثقافات: كانت الفلسفات السائدة قد بلغت ذروتها وأظهرت عجزها عن تلبية الاحتياجات الروحية العميقة للإنسان، مما خلق فراغًا تهيأ لاستقبال رسالة الخلاص.
لماذا تجسد المسيح؟
التجسد هو الإيمان بأن الله اتخذ جسداً بشرياً في شخص يسوع المسيح. وهو مبدأ أساسي في الإيمان المسيحي وضروري لأسباب عديدة:
- لخلاص الإنسان من الخطية:
- الخطية هي المشكلة الأساسية: بعد سقوط الإنسان، انقطعت العلاقة بين الله القدوس والبشر الخطاة. كان الإنسان تحت حكم الخطية والموت.
- المصالحة مع الله: لم يكن ممكناً للإنسان أن يصالح نفسه مع الله. فالمسيح، بصفته إلهاً كاملاً وإنساناً كاملاً، جاء ليعيش حياة بلا خطية، ويقدم نفسه ذبيحة كفارية عن خطايا البشر، محققاً عدل الله ورحمته في آن واحد.
- تحمل عقوبة الخطية: المسيح حمل عقوبة الخطية التي استوجبها الإنسان، وبموته على الصليب انتصر على الخطية والموت.
- ليعلن محبة الله للبشر:
- لتجسد هو التعبير الأسمى عن محبة الله العظيمة للبشرية. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16).
- الله لم يترك الإنسان يعاني وحده، بل نزل إليه وتجسد ليخلص البشرية.
- ليتفاهم مع الإنسان ويعلن الله له:
- كان الله قد كلم البشر عن طريق الأنبياء، ولكنهم لم يفهموا بشكل كامل. من خلال التجسد، أصبح الله منظوراً ومفهوماً للبشر.
- المسيح هو "بهاء مجد الله ورسم جوهره" (عبرانيين 1: 3)، فمن رآه فقد رأى الآب. وبهذا عرف الناس الله بشكل لم يكن ممكناً من قبل.
- ليكون قدوة للبشر:
- لمسيح عاش حياة كاملة بلا خطية، وقدم نموذجاً للطاعة الكاملة لله، وللمحبة، والتضحية، والخدمة. وبهذا أصبح مثالاً يحتذى به لكل مؤمن.
باختصار، مجيء المسيح في "ملء الزمان" كان توقيتًا إلهيًا دقيقًا أعدت له الظروف التاريخية والروحية، أما تجسده فكان ضروريًا لخلاص البشرية من الخطية، وإعلان محبة الله، وكشف ذاته للبشر، وتقديم قدوة للإنسان.